إدمون عمران المالح / Edmond Amran El Maleh

إدمون عمران المالح

إدمون عمران المالح. أديب مغربي (1917-2010)، من عائلة يهودية. اشتغل صحفيا وأستاذا للفلسفة في فرنسا منذ سنة 1965. تفرغ للكتابة الأدبية بعد أن بلغ 63 من عمره. عاد ليستقر نهائيا في المغرب سنة 1999. تنوعت أعماله بين الرواية والنقد الأدبي والفني، ووصفت بأن لها هوية مركبة كسرت القواعد المألوفة للسرد الأدبي. ركز في مؤلفاته على ترسيخ قيم العدالة والمساواة ورفض الظلم، كما ناضل لأجل القضية الفلسطينية والتسامح الديني في المغرب.

حصل على جائزة الاستحقاق الوطني، في المغرب، سنة 1996، عن مجمل أعماله، ونال سنة 2004 وسام الكفاءة تقديرا لإنتاجه الأدبي ولمواقفه الوطنية.

نداء إلى رئيس مؤسسة إدمون عمران المالح لإنقاذ إبداعات الأديب المغربي

السيد أندري أزولاي، رئيس مؤسسة إدمون عمران المالح،
تحية طيبة.

مذ سمعت أول مرة باسم الأديب المغربي إدمون عمران المالح وأنا معجب به. معجب بمواقفه الإنسانية وأطروحاته الفكرية ونصوصه الإبداعية، التي وللأسف الشديد، غير متاح منها إلا نتف قليلة.

يؤسفني القول، أنني بحثت كثيرا على مدى سنوات، والنتيجة واحدة: أعمال كاتبنا المبدع، الذي وُصف يوما أنه جيمس جويس المغرب، مختفية من المكتبات. ربما يمكن إيجاد بضع نسخ متفرقة من الإصدارات الفرنسية، لكن ما صدر من ترجماتها العربية مختف تماما من المكتبات، داخل المغرب وخارجه. وحتى ما ترجم منها إلى الإنجليزية نفد من الأسواق ولم تعد طباعتها ولم أجد لها أثرا حتى في مكتبات بيع الكتب المستعملة. هل هي محض مصادفة أن رواياته مختفية من السوق، كما يحدث مع مبدعين كثيرين، أم ثمة يد خفية وراء ذلك؟

يوم ساهمتم، سيدي، في تأسيس مؤسسة إدمون عمران المالح، شهر يونيو 2004، بحضور الأديب نفسه، وتحت رئاسة السيد حسن أوريد، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، آنذاك، قلتم ما معناه، أنه بقدر ما جاءت المؤسسة لتكريم أعمال الكاتب هي أيضا ستكون نقطة انطلاق لاستعادة تاريخنا وذاكرتنا وتراثنا بكل ألوانه.

أهداف نبيلة لا شك، نسعى جميعنا لتحقيقها حفاظا على إرثنا المغربي متعدد الهويات. غير أنه من المحزن جدا أننا لا نجد على أرض الواقع أنشطة تعزز الهويات المتعددة للمغاربة، كما أن إرث إدمون عمران المالح الذي أريد بالمؤسسة الحفاظ عليه هو مندثر تماما ولا يسع القارئ الوصول إليه.

حين صدرت روايتي أحجية إدمون عمران المالح، والتي أردت منها نوعا من التكريم لأديبنا المبدع، تفاجأت أن الأجيال الحديثة من المغاربة لا تعرف شيئا عن إدمون عمران المالح. بل لا تعرف حتى اسمه. حقيقة مؤسفة ومحزنة.

سيدي الفاضل، أندري أزولاي. أتمنى على المؤسسة، المالكة لحقوق مؤلفات إدمون عمران المالح، أن تلتفت إلى موضوع إتاحة روايات أديبنا للقراء من الأجيال الجديدة، بالفرنسية، كما إتاحة حقوقها للناشرين الراغبين باستثمار حقوق ترجماتها إلى العربية واللغات الأخرى.

جاءت المؤسسة لتحتفي بأديبنا المغربي وتحافظ على إرثه، ونتمنى ألا يكون احتكارها لحقوق النشر سببا، غير مقصود، لتهميش إبداعات إدمون عمران المالح.

تقبلوا سيدي فائق التقدير والاحترام.

محمد سعيد احجيوج
روائي مغربي.
طنجة، 6 يوليوز 2021

محمد سعيد احجيوج

محمد سعيد احجيوج روائي من المغرب. أصدر من قبل مجموعتين قصصيتين، "أشياء تحدث (2004)" و"انتحار مرجأ (2006)". كما أصدر مجلة "طنجة الأدبية" (2004-2005). صدرت له في القاهرة، ديسمبر 2019، نوفيلا "كافكا في طنجة" وتُرجمت فصولها الأولى إلى العبرية والإيطالية والإنجليزية. فاز مخطوط روايته "ليل طنجة" بجائزة إسماعيل فهد إسماعيل للرواية القصيرة. صدرت له عن دار هاشيت أنطوان، أكتوبر 2020، رواية أحجية إدمون عمران المالح.